"برنامج التلمذة"

تم إعداد هذه النشرة العلمية بالاستعانة
بمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع


جاءت البرامج الإثرائية في ( مركز الموهوبين وفي المدارس التي تطبق برنامج رعاية الموهوبين، لتسهم في تحقيق النماء الشخصي والأكاديمي والذهني للطلبة الموهوبين ولتوفر لهم ما لم توفره مناهج المدارس العادية. وتكتمل الرعاية المقدمة للموهوبين إذا كانت هناك متابعة وتواصل في الخدمات المقدمة لهم، وأتيحت لهم فرص التعلم في مجال اهتمامهم وقدراتهم، ولم يكتفي بتقديم البرامج المتقطعة أو الموسمية.
وبرنامج التلمذة من البرامج الإثرائية المستمرة طوال العام الدراسي والتي تقدم للطلبة الموهوبين مراعيةً حاجاتهم الفردية وملبيةً تطلعات المجتمع من حولهم، لكونها تتيح الفرصة للموهوب بالتقدم في مجال اهتمامه المحدد بما يسهم في بناء وتعميق معرفته بإشراف متخصص في هذا المجال.

لقد أثبتت برامج التلمذة على التأثير الإيجابي في التحصيل الشخصي للطالب ، حيث يزود المعلم التلاميذ بالمصادر التي يحتاجونها لاتخاذ القرارات التربوية والخيارات المهنية وزيادة فهم الانضباط بدقة ، وأظهرت الدراسات بأن التلاميذ المستفيدين من برامج التلمذة لديهم ازدياد في التحصيل الأكاديمي واكتساب الوعي باحتياجات المجتمع ، وهذه مهمة للغاية وخاصة في مجال التلاميذ الموهوبين.
ولعل من المغالطات لدى بعض الطلاب الموهوبين قول الواحد منهم أنا لست ذكياً إذا احتاج إلى مساعدة خبير فكل شخص يحتاج إلى خبير في وقت من الأوقات خلال حياته ، وهذا ذكاء في أن تحصل على نصائح من شخص خبير في مجال تميزك مما يساعدك على اتخاذ القرارات التربوية والمهنية بالطريقة الصحيحة في الوقت المناسب من حياتك.

تعريف التلمذة
تعرف التلمذة على أنها علاقة تربط الطالب الموهوب بأحد المختصين من أجل تطوير قدراته ومساعدته على استثمار وقته وتنمية مهاراته وتحقيق حاجاته الفردية بما يساعده في التحصيل والإنتاجية في المستقبل.
كما أنها تعد أحد البرامج الإثرائية الخاصة بالطلبة الموهوبين يقوم على أساس توفير فرص إثرائية للموهوبين لاكتساب خبرات علمية وعملية متخصصة في مجال اهتمامهم وبما يتناسب وقدراتهم من خلال التواصل المباشر مع خبراء متخصصين من ذوي الخبرات المتميزة التي تزخر بهم المؤسسات الأكاديمية والبحثية لمساعدتهم على استثمار طاقاتهم لخدمة أنفسهم ومجتمعهم، ويقوم معلم الموهوبين داخل المدرسة وفي المركز بتمثيل حلقة الوصل بين الطالب الموهوب والمختصين في مختلف المجالات، أو تقديم الرعاية بنفسه إذا توافرت لديه القدرة على ذلك.

تاريخ التلمذة
يعد مفهوم التلمذة من أقدم الممارسات التي استخدمت لنقل تراكم العلوم والمعارف السابقة إلى أجيال المتعلمين. واستخدمت التلمذة في العصر اليوناني فقد تتلمذ أفلاطون على يد سقراط ، وسقراط كان معلماً لأرسطو، وأرسطو كان معلماً لاسكندر الأكبر. والأمثلة على أسلوب التلمذة في الحضارة الإسلامية كثيرة فمنذ فجر الإسلام انتقل العلم الشرعي بواسطة أسلوب التلمذة من عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى الإمام مسلم الذي تتلمذ على يد الأمام البخاري ،كما تتلمذ الحسن البصري على يد الإمام أنس بن مالك. وفي عهدنا المعاصر نجد كثرة الأمثلة من علماء الأمة وأحبارها قد تتلمذوا على أيدي علما آخرون سبقوهم بالعهد.
ويعد اينشتين مثال على أهمية التلمذة حيث تتلمذ على يد معلمه فقط لينهل ما عنده ويفاجئه بالتفوق والإبداع فيما بعد. بيد أن للعصر الحديث طريقته العلمية في دراسة وتطبيق التلمذة على أصول مدروسة ومحكومة بمعايير ومحكات. وقد ارتبط ذلك الميدان بمجال الموهوبين منذ عهد بعيد خاصة في الدول المتقدمة إذ توجد عشرات المنظمات التي تتبنى أسلوب التلمذة وبعضها ناهز التسعين خريفا في الولايات المتحدة على سبيل المثال. كما أثبتت معظم الدراسات العلمية في هذا المجال بأن تفاعل الموهوبين مع الخبراء المتمرسين له فعاليته وتأثيره على الطرفين فقد أكدت الدراسات فيما إذا ما تم تنظيم برامج التلمذة بصورة مدروسة فإنه يمكن أن يحقق أهدافا تشمل مجالات الإرشاد الثلاثة: الانفعالية والمعرفية والمهنية.
وقد استخدم ذلك في مسار الموهوبين وحقق نتائج ذات دلالات علمية ، ولعل ثورة التكنولوجيا وعالم الانترنت في بداية التسعينات تضيف بعداً آخر على تطور مجال التلمذة إذا أخرجتها من الالتزام المكاني والزمني والذي بدورة أعطى أكثر قابلية للمشاركات من قبل المختصين والتلاميذ في مثل تلك البرامج، حيث استخدم البريد الكتروني بدلا من التدريب وجها لوجه و تم ربط العديد من المهتمين بالخبراء من الطرف الآخر من الكرة الأرضية متلافية بذلك البعد الزمني والمكاني.

الهدف العام للبرنامج التـلمذة
تقديم رعاية متتابعة ومتخصصة للطلبة الموهوبين في المجالات العلمية المتنوعة والمهمة على المستوى الفردي والمجتمعي من خلال خبراء متميزين ، بما يحقق أفضل استثمار ممكن لقدرات الطلبة الموهوبين وخبرات المتخصصين.

الأهداف التفصيلية
يتوقع أن يسهم البرنامج في مساعدة الطالب المشارك على أن يكون قادرا على:
1. تنمية مهاراته في البحث العلمي الاحترافي.
2. استخدام استراتيجيات التفكير العلمي بفاعلية
3. .تطوير مهاراته الذهنية في حل المشكلات العلمية بطرق إبداعية.
4. تحديد مجالات العلوم الأكثر مناسبة لقدراته وميوله واهتماماته.
5. تطوير واكتساب اتجاهات إيجابية نحو البحث العلمي في مجالات العلوم ذات العلاقة باهتماماته وقدراته.
6. تطوير مهارات التعلم الذاتي لديه.

أهمية برامج التلمذة
تتمثل مبررات تبني هذا البرنامج بأنها تمكن الطلاب الموهوبين من :
زيادة المعرفة العميقة والقدرات العامة
تعزيز تقدير الذات
تعزيز الثقة بالنفس
زيادة الدافعية
بناء صداقات مع الخبراء
توفير التحدي
توسع وإثراء المنهج
نمو المهارات القيادية
تطور القدرات الإبداعية
تقليد الخبراء وتعزيز الموهبة
نمو النضج واكتشاف مهنة المستقبل وزيادة فرص النجاح
الاعتماد على النفس في الدراسة والعمل
التوافق النفسي والاجتماعي
تطور السلوك المدرسي والتحصيل الأكاديمي

الفئة المستهدفة
(أ) مركز الموهوبين : يقدم هذا البرنامج على أساس تتابعي موجه للطلبة الموهوبين ممن في المرحلة المتوسطة والثانوية.
(ب) المدارس التي تطبق رعاية الموهوبين: يقدم هذا البرنامج على أساس تتابعي موجه للطلاب من الصف الأول الابتدائي وحتى الصف السادس الابتدائي مع ملاحظة أنه إذا انتقل الطالب إلى مدرسة متوسطة تطبق برنامج رعاية الموهوبين فإن برنامج التلمذة مستمر مع الطالب إلى الصف الثالث متوسط.

المدة الزمنية للبرنامج
( أ ) مركز الموهوبين تكون مدة تطبيق برنامج التلمذة أربع سنوات تبدأ من الفصل الدراسي الثاني 1429-1430هـ فترة تجريبية وعام 1430-1431هـ التطبيق الفعلي للبرنامج ، مقسم على أربع مستويات.
(ب) المدارس التي تطبق برنامج رعاية الموهوبين تكون مدة تطبيق برنامج التلمذة فيه سنتين على مستويات ( كل مستوى فصل دراسي واحد).

محتوى البرنامج
يشمل برنامج التلمذة المجالات التالية ( الدراسات الشرعية - اللغة العربية – الاختراعات- الفنية – الحاسب الآلي- العلوم البحتة- ... الخ )
يقوم كل مختص بوضع المحتوى للبرنامج الإثرائي المزمع تقديمه للطلبة المشاركين بناء على النقاشات التي تمت معهم والتي تم خلالها وضع تصور لاهتمامات واحتياجات الطلبة، وما يعتزم الطلبة تنفيذه من أنشطة بإشراف المختص. ويراعى في المحتوى تغطية الجانب النظري والعملي للموضوع والحاجات الفردية لكل مشارك، إضافة للزيارات الميدانية المرتبطة بمجال المحتوى. ويمكن تلخيص المحتوى في ثلاث جوانب رئيسة هي:
1- الجانب العلمي المعرفي:
حيث يتولى المشرف المتخصص وضع إطار عام للمحتوى العلمي الخاص بالبرنامج لكل طالب على حدة وبما يتوافق مع مجال خبرته، مع مراعاة التدرج المنطقي والتعمق الرأسي في مجال محدد.
2- مهارات البحث العلمي:
حيث يتولى المشرف المتخصص توفير فرصا متنوعة للطالب لاكتساب مهارات التفكير العلمي وإتباع الخطوات المنهجية في البحث العلمي، وقد يكون من المناسب اشتراك الطالب مع المشرف المتخصص في أحد الأبحاث العلمية ليكتسب من خلالها خبرة مباشرة في مهارات البحث العلمي.
3- مهارات التفكير:
وذلك من خلال المهام التي يوليها المشرف المتخصص للطالب بشكل دوري بهدف تنمية مهارات التفكير العليا لديه والتي تتمحور حول مهارات التحليل والتركيب والتقويم
4- المنتج:
يهدف البرنامج إلى تطوير قدرات الطلبة في مجالات اهتمامهم وقدراتهم، كما يهدف إلى مساعدة الطلبة على اكتساب خبرات متعمقة في هذه المجالات، وبالتالي كان من الضروري أن يركز البرنامج في ختام كل مستوى من مستوياته تحقيق إنتاجية ملموسة يمكن مشاهدتها وقياسها(بحوث، كتابة إبداعية، تطوير وسائل وأدوات، نشر مقالات...

مستويات البرنامج
لبرنامج التلمذة أربع مستويات:

مستوى المستكشف:
هو المستوى الأول في البرنامج، حيث يلتحق فيه الطالب بمجرد ترشيحه وقبوله في البرنامج، وتستغرق فترة هذا المستوى عام دراسي كامل، في المركز وفصل دراسي في المدارس التي تطبق برنامج رعاية الموهوبين. ويهدف هذا المستوى إلى:
1- تحقيق قدر من الاتجاهات الإيجابية نحو التعلم بصفة عامة.
2- تنمية الفهم العام لدى الطالب للمجال الذي يميل إليه.
3- إكساب الطالب في هذا المستوى بعض المهارات الأساسية في البحث العلمي ومهارات التفكير.

مستوى الباحث:
وهو المستوى الثاني في البرنامج، حيث ينتقل الطالب إليه بصورة آلية في حالة إتمامه للمستوى الأول وتحقيقه لمتطلباته بحسب إفادة المشرف المتخصص. ويهدف هذا المستوى إلى:
1- مساعدة الطالب على تحقيق قدر أكبر من فهم المجال العلمي الذي يميل إليه ويتوافق مع قدراته.
2- مساعدة الطالب على اكتساب مهارات بحثية متقدمة في مجال تخصصي دقيق نسبياً.

مستوى المشرف الطالب:
وهو المستوى الثالث في البرنامج، حيث ينتقل الطالب إليه في حال ترشيح المشرف المتخصص له وتخطيه المستويين الأول والثاني. ويفترض في هذا المستوى أن يكون الطالب أكثر فهماً للمجال العلمي مجال الدراسة، وأكثر فهماً لآليات العمل في برنامج التلمذة والمهارات اللازمة له فيقوم الطالب بتدريب زملائه الطلاب. ويهدف هذا المستوى إلى:
1- مساعدة الطالب على اكتساب مهارات بحثية ومهنية أكثر تقدما في مجال الدراسة من خلال تناول موضوعات أكثر دقة وعمقاً.
2- إتاحة الفرصة للطالب في مساعدة المشرف المتخصص بتقديم بعض الخدمات الإشرافية والتعاونية لطلبة المستوى الأول لدى نفس المشرف المتخصص.

مستوى عالم المستقبل:
وهو المستوى الرابع في البرنامج، حيث ينتقل الطالب إليه في حال ترشيح المشرف له وتخطيه المستويات الثلاث السابقة. يصل الطالب إلى هذا المستوى في حال قناعة المشرف المتخصص أن الطالب قد تمكن من فهم طبيعة العلم مجال تخصصه بصورة جيدة، واكتسب مجموعة من المهارات البحثية المتقدمة. ويهدف هذا المستوى إلى :
1- مساعدة الطالب في التعمق بصورة رأسية في مجال تخصصي دقيق وجديد.
2- إتاحة الفرصة للطالب للمشاركة في أبحاث أكثر دقة وعمقاً.
3- المشاركة في بعض الندوات العلمية التخصصية.
4- المشاركة في عملية الإشراف.

آلية التنفيذ
1. تحديد الطلبة الموهوبين المشاركين في البرنامج في عامه الأول وإرسال تعميم للمدارس بطلب طلاب متميزين في المجالات المحددة ( المركز) وإرسال خطابات للمعلمين وأولياء الأمور في (المدارس التي تطبق برنامج رعاية الموهوبين).
2. إعداد استمارة معلومات كاملة عن الطالب الموهوب ( السجل النمائي) والذي يوضع فيه معلومات عن الطالب ومستوى التقدم الذي يحققه.تحديد مجالات الإثراء، الاتفاق مع مدربين أو متخصصين في مختلف المجالات من داخل أو خارج ( المدرسة – المركز).
3. وضع الجدول الزمني وخطة العمل من قبل المختص، متضمنة الخبرة التعليمية والبحثية والمهارية التي سيتم اكتسابها، وخطة العمل الفردية لكل مشارك.
4. يستمر برنامج التلمذة لمدة (12) أسبوع كل أسبوع يومين ثلاث ساعات يوميا وذلك على الفصلين الدراسيين ( داخل المركز )
5. يستمر برنامج التلمذة طوال الفصل الدراسي ( في المدارس التي تطبق برنامج رعاية الموهوبين)
6. يتم تواصل الطلاب مع المختصين من معلمين ومتعاونين من خلال موقع إدارة رعاية الموهوبين
7. وضع خطة التقويم التتبعية والختامية للبرنامج.
8. البدء بتنفيذ الخطة الموضوعة.
9. متابعة تنفيذ البرنامج لتحديد أوجه القوة والضعف في الخطة، ومناقشتها مع المتخصصين من معلمين ومتعاونين والطالب ليتم التغلب على أية جوانب ضعف أو تأخر في تنفيذ الخطة.
10. عقد لقاء ختامي لعرض نتاج المرحلة السابقة ومناقشة الآلية التي اتبعت لتلافي جوانب الضعف أو القصور لهذه المرحلة.
11. اجتماع المتخصصين من معلمين ومتعاونين مع الموهوبين المشاركين في المستوى الأول لوضع الخطة التنفيذية للمستوى الثاني، والاجتماع مع الموهوبين المرشحين الجدد للمستوى الأول لوضع خطة وبرنامج العمل.

تحديد مجالات برامج التلمذة
(أ) في مركز الموهوبين : يكون تحديد مجالات برامج التلمذة من قبل إدارة رعاية الموهوبين أو المركز.
(ب) في المدارس التي تطبق رعاية الموهوبين: يكون تحديد مجالات برامج التلمذة بناءً على المجالات التي يظهر فيها طلاب المدرسة تميزاً.

مقومات نجاح برنامج التلمذة
1. الخطة المحكمة
2. وجود متعاونين من الجهات العلمية والأكاديمية
3. الميزانية الكافية
4. المحتوى العلمي المناسب والذي يشمل المادة العلمية والزيارات والاستضافات...
5. وضع أسلوب تقييم مناسب
6. تقسيم المحتوى المعرفي والمهاري والبحث العلمي على السنوات الثلاث وفقا لما هو محدد في دليل مراكز رعاية الموهوبين.
7. مشاركة أولياء الأمور في تتبع أحوال أبنائهم الطلاب الملتحقين بالبرنامج.
8. مشاركة المرشد ين الطلابيين في المدارس والمراكز في البرنامج.